كشفت شركة بويك مؤخراً عن سيارتها الاختبارية الكهربائية الجديدة إلكترا GS، موجهة بذلك رسالة قوية عن نية إحياء اسم إلكترا التاريخي ضمن استراتيجية التحول الكهربائي. هذا الكشف لا يعد مجرد استعراض مفهومي، بل مؤشر إلى توجهات مستقبلية في هوية بويك وتصميمات السيارات الكهربائية التي تسعى إلى الجمع بين تراث العلامة وروح العصر.
التصميم الخارجي: تراث “Gran Sport” في ثوب عصري
تمتاز إلكترا GS بتصميم رياضي جريء مستلهم من إرث فئة Gran Sport التي لطالما ارتبطت بالأداء والفخامة. أما عن الأبعاد فهي كالتالي:
- الطول الإجمالي: 5,300 ملم
- قاعدة العجلات: 3,200 ملم
- عجلات ضخمة قياس 23 بوصة
تُظهر الواجهة الأمامية أضواء مدمجة ضمن هيكل منحوت بعناية، وتقنيات إضاءة مميزة داخل التصميم. الجانبان يستكملان الانسيابية بخطوط ناعمة، مع امتداد السقف الزجاجي إلى جناح خلفي متناغم، ما يعطي السيارة مظهرًا ديناميكيًا ورياضيًا.
من ملاحظات بعض الإعلام أن الطول الفعلي يكاد يضاهي سيارات الفئة الفاخرة الكبيرة، ما يكسب “إلكترا GS” حضورًا مهيبًا ضمن فئة السيدان الكبيرة.
كما وصفت بويك التصميم بأنه يحمل فلسفة تعبيرية عن الحركة الكامنة والطاقة الداخلية داخل الشكل الخارجي.
المقصورة الداخلية: مزيج فخم من التكنولوجيا والراحة
داخل المقصورة، تدمج إلكترا GS بين الفخامة والتقنيات الحديثة:
- مقاعد فردية (4 مقاعد) مكسوة بجلود ومواد فاخرة، مع مقصورة تهدف إلى إضفاء أجواء “صالون متنقل”
- شاشة أمام الراكب بمقاس 16.3 بوصة، إلى جانب لوحة عدادات رقمية وشاشة عرض أمامية بتقنية الواقع المعزز
- اعتماد بويك على بعض الأزرار التقليدية في وحدة التحكم لضمان سهولة الاستخدام، بجانب الوظائف الرقمية
- مقبض القيادة (steering yoke) بديل للعجلة التقليدية، وهو من العناصر التصميمية الجريئة التي قد تُشكّل تحديًا في الانتقال إلى الإنتاج الضخم
تسعى بويك من خلال هذه التجهيزات إلى خلق تجربة “سائقية فاخرة” تجمع بين الترفيه والتحكم الذكي، مع لمسة مستقبلية تذكّر أن السيارة لم تعد مجرد وسيط تنقل بل كيان تقني متنقل.
المنصة والتقنيات: “Xiao Yao” ونظام الطاقة المتعدد الاستخدامات
إحدى النقاط المحورية في هذا المشروع هي المنصة الهندسية التي ستُبنى عليها مستقبل سيارات إلكترا، والمعروفة باسم Xiao Yao.
- بويك تقول إن المنصة تدعم أنظمة كهربائية، هجينة، وممتدة النطاق
- المنصة تدعم الشحن فائق السرعة بقدرة تصل إلى 640 كيلوواط
- بويك تختار بطاريات LFP ذات كفاءة من شركة مختصة، في محاولة لتحقيق توازن بين الأمان، الكلفة، والكثافة الطاقية
- هذه البنية تجعل من المنصة مرنة لدعم الدفع الأمامي أو الخلفي أو الرباعي حسب التكوين
من المهم ملاحظة أن إلكترا GS حتى الآن تبقى اختباريّة، ولم يُكشف رسميًا عن مواصفات الأداء مثل القوة، التسارع، مدى البطارية. لكن هناك إشارات إلى أن المنصة قد تستعير قدرات من خطط هندسية كهربائية أخرى في الشركة.
رحلة إلكترا GS من المفهوم إلى الأسواق العالمية
على الرغم من الطموحات الكبيرة، تواجه إلكترا GS عدة تحديات إذا ما أرادت بويك نقلها من السيارة المفهومية إلى الإنتاج التجاري:
أحد العقبات الأساسية هي الرسوم الجمركية المرتفعة على السيارات الصينية، والتي قد تصل إلى نسبة كبيرة عند دخولها السوق الأمريكي. هذا الأمر قد يعرقل خطط بويك لطرح أي طرازات إلكترا في الولايات المتحدة.
ولم تكتفِ بويك بإطلاق مفهوم واحد، بل أعلنت أيضًا عن تحويل “إلكترا” إلى علامة فرعية مستقلة في السوق الصيني، مع خطط لإطلاق نحو ستة طرازات كهربائية وهجينة تشمل فئات مثل السيدان، SUV، والميني فان.
كما أطلقت بويك طراز إنتاجي فعلي ضمن هذه العلامة في الصين، في خطوة أولى لإطلاق العلامة في السوق المحلي.
السوق السيارات الكهربائية الصيني تشهد المنافسة اشتدادًا من علامات محلية قوية. قيام بويك بإحياء اسم إلكترا يعني دخولها في ساحة تتطلب تميزًا في التكنولوجيا، التسعير، وخدمة ما بعد البيع.
كما أن نجاح الطراز المفهومي في اختبار ردود فعل الجمهور والقدرة على تحويله إلى نموذج إنتاجي قابل للتصنيع سيُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة العلامة على الانفتاح على المستقبل الكهربائي.
بجميع الأحوال، كشف بويك عن إلكترا GS في معرض شنغهاي ليس مجرد استعراض مفهومي مبهر، بل تعبير عن استراتيجيتها الجديدة في عالم السيارات الكهربائية. من خلال التصميم الجريء، والتقنيات المتقدمة، وإطلاق منصة “Xiao Yao” متعددة الاستخدامات، ترمي بويك إلى ترسيخ مكانة قوية في سوق السيارات الكهربائية، بدءًا من الصين وربما التوسع إلى الأسواق العالمية.
لكن الطريق من الفكرة إلى الإنتاج التجاري مليء بالتحديات، لا سيما فيما يتعلق بالتكاليف الجمركية، المنافسة الشديدة، وضغط الوقت لتحقيق الربحية. أما بالنسبة لمحبي السيارات، فإن إلكترا GS قد تكون إشارة على بداية عصر جديد لبويك، يجمع بين التراث والابتكار في منظومة كهربائية متكاملة.
